فَلَا تَنْكِحِي إنْ فرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا

  والأنزع هو متعري الناصية من الشعر، والجَلَحُ والجَلَهُ والجَلَا والصَّلَعُ أكثر من ذلك، وكل ذلك قد كثَّرت فيه العرب، قالت هند بنت أبي عبيدة في موسى بن عبد الله⁣^(⁣١) # وهو أصغر أولادها وحملت به لستين سنة، وهي هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وقيل لا تَحْمِلُ لستين إلَّا قُرشية، ولا تحمل لخمسين إلَّا عربية، وسائر أجناس الأمم لا تحمل الأنثى منهم إلا في الأربعين فما دونها وفوقها بقليل، والله أعلم، قالت في موسى - وكان جوناً⁣^(⁣٢) أنْزَعَ - وهي تُرَقِّصُه:

  إنَّكَ أَنْ تَكونَ جَوْناً أَنْزَعَا ... أوْشَكَ أنْ تَضُرَّهُمْ وَتَنْفَعا

  وتَسْلُكَ الْعَيْشَ طَرِيقاً مَهْيَعَا ... فَرْداً مِنَ الْأصْحاب أوْ مُشَيَّعا

  والموت قد تقدم الكلام فيه وأصله السكون. وغشيته بمعنى غمرته، وقد قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١}⁣[الليل] معناه يُغطي ويَعُمُّ البلاد، والعرب تمثِّل بعموم الليل وغشيانه، وكأنه عندهم أهول من غشيان النهار. والكُرُبات جمع كُرْبة وهي الشديدة، وأصلها العقدة. ومعنى غَمَرَته غطته، ومنه الرداء الغَمْر، وأُخذت الغَمْرة من ذلك وهو الماء الكثير، ومن ذلك غَمرة القتال أي مُعظمه الذي تَنْغَمِرُ فيه القلوب والأسماع، قال الشاعر:

  وَهَلْ غَمَراتُ الْمَوْتِ إلَّا نِزَالُكَ الْـ ... ـكَمِيِّ عَلَى لَحْمِ الْكَمِيِّ الْمُقَطَّرِ⁣^(⁣٣)

  والعَلَز عدم النوم، وعلزاته جمع عَلْزَةٍ وهي واحدة العلزات، كما يقال سكرة وسكرات

(١) الإمام أبو الحسن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط بن علي عليهم الصلاة والسلام، وهذا الإمام رابع الأئمة من أولاد عبدالله الكامل، وكان من دعاة أخيه النفس الزكية. وبعد قيامه أُخِذَ وحُبِسَ حتى مات في أيام هارون الغوي، وعقبه # من ولديه: عبدالله، وإبراهيم. (التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #: ط ٥ - صـ ١٣٦).

(٢) الجَوْن: الأبيض، والجَوْن: الأسود، وهو من الأضداد، تمت ضياء، هامش (أ).

(٣) الْكَمِيُّ: الشُّجَاعُ، الْمُتَكَمِّي فِي سِلَاحِهِ أَيِ الْمُتَغَطِّي به، تمت ضياء، وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه عَلَى أَحَدِ قُطْرَيْه وَهُمَا جَانِباه، تمت ضياء، هامش (أ)، قلنا: والبيت نَسَبَهُ شارحُ ديوان الحمَاسَةِ لشُرَيْح بن قِرْواشٍ الْعَبْسِي، ولم نحصل له على ترجمة في كتب التراجم.