حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث الثاني

صفحة 47 - الجزء 1

الحديث الثاني

  عن⁣(⁣١) خليفة بن الحصين - وأحسبه أخا عصمة⁣(⁣٢) بن الحصين بن وبرة بن خالد بن العجلان، وعصمة بدري خزرجي، فإن كان أخاه فهذا نسبه، وأنا في هذا على غير يقين - قال: سمعت قَيْسَ بنَ عاصِم الْمِنْقَرِي يقول - وقَيْسُ بنُ عاصم هذا مشهورٌ تضرب به الأمثال في الحلم والشرف، وفي الحديث عن رسول الله ÷ قال فيه: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» يريد البدو، وفد على رسول الله ÷، والوافد الضيف والزائر المكرم، وأصل الوفد والوِفادة الهدية، لا فرق عندهم بين قولك أوْفَدْتُ إليه وبين قولك⁣(⁣٣) أهْدَيْتُ إليه، فلما كان الضيف عند العرب لشرف نفوسهم ينزل منزلة الهدية في السرور به سموه وفداً، معناه هدية أهديت إلينا.

  ففي الحديث أن قيساً سأل النبي ÷ عن أفضل الأموال، فقال #: «نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَالْأَكْثَرُ السِّتُّونَ، وَوَيْلٌ لِأَرْبَابِ الْمَئِين» فذُكر أنَّ له وادياً لا يخالطه فيه أحدٌ لكثرة ماله، فقال #: «إلَّا مَنْ مَنَحَ غَزِيرَتَها، وَنَحَرَ سَمِينَتَهَا، وأَطْرَقَ فَحْلَهَا - أحسبه قال - وأفْقَرَ ظَهْرَهَا⁣(⁣٤)، وَأَدَّى حَقَّ اللهِ مِنْهَا» واستقام قيس في زمن النبي ÷، وجرى منه في أيام الرِّدَّة بعضُ الاضطراب، ثم استمر⁣(⁣٥) بعد ذلك.

  قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷ فِي وَفْدٍ مِنْ جَمَاعَةِ بَنِي تَمِيمٍ [وَعِنْدَهُ


(١) قال السيد الشريف: وحدثنا علي بن غسان المعروف بأبي المعمر الشيباني البصري قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا مثنى بن معاذ العنبري قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن الحُصين ... الحديث.

(٢) في النسخ عصيمة، وهو عصمة بن الحصين بن وبرة ... الخ، ترجمته في الاستيعاب والإصابة وطبقات ابن سعد وغيرها كما ذكره الإمام هنا، وراوي الحديث هو خليفة بن الحصين بن قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ المنقري، وهو يروي أيضاً حديث أمر النبي لقيس بن عاصم بالاغتسال بماء وسدر، ا. هـ.

(٣) في بقية النسخ: (وقولهم) بضمير الجمع الغائب.

(٤) أي أعارها للركوب، هامش نسخة.

(٥) يعني على الاستقامة، هامش (أ).