الحديث الخامس
الحديث الخامس
  عَنْ(١) أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي - وكان من جُلَّة الأنصار، وله في الإسلام خطر، وقد قدمه قومٌ من أكابر الصحابة ¤ للصلاة بهم لَمَّا أدخلهم منزلَه، فكان لذلك حُكْمٌ في الشريعة أنَّ صاحب المنزل أولى بالإمامة فيه، وكذلك صاحبُ العمل في عمله، وكان أبو سعيد مولًى لبني الأبجر(٢)، والأبجر يقال له خُدْرَة فلذلك قيل له الخُدْرِي، وهو خُدْرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، [ومن بني خُدْرَةَ](٣) عبدُ الله بنُ رَبِيعِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ عَبّادِ [بنِ] (٣) الأبجر - قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ÷ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِعَالِمٍ نَاطِقٍ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ، أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّكُمْ فِي زَمَانِ هُدْنَةٍ، وَإِنَّ السَّيْرَ بِكُمْ سَرِيعٌ، وَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ كَيْفَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ» فَقَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ وَمَا الْهُدْنَةُ؟ قَالَ: «دَارُ بَلَاءٍ وانْقِطَاعٍ، فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمُورُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَشَاهِدٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ، هُوَ أَوْضَحُ دَلِيلٍ إِلَى خَيْرِ سَبِيلٍ، مَنْ قَالَ بِهِ صُدِّقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ»(٤).
(١) قال السيد الشريف: حدثنا أبو موسى جعفر بن إبراهيم بن الهادي قال حدثنا أحمد بن سلام بن عمر الدقاق قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ... الحديث.
(٢) قال في هامش الأصل: وهو سَعْدُ بنُ مالِكِ بنِ سِنانِ بنِ عُبَيدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُبَيدِ بنِ الْأَبْجَرِ، ...
(٣) ما بين المعقوفين زيادة، استوجبت إضافتها، فعبد الله بن ربيع بن قيس هو أحد الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدراً، (انظر الاستيعاب، وطبقات ابن سعد، وغيرها من كتب التراجم).
(٤) رواه الإمام أبو طالب في تيسير المطالب، والإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة، ورواه بكامله في كنز العمال (٢/ ٢٨٩) رقم (٤٠٢٧) بزيادة في آخره، وحديث: «إِنَّ الْقُرْآنَ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» رواه في مصنف عبدالرزاق (٣/ ٣٧٢) رقم (٦٠١٠) ومصنف ابن أبي شيبة (٦/ ١٣١) رقم (٣٠٠٥٤) وصحيح ابن حبان (١/ ٣٣٢) رقم (١٢٤) وحلية الأولياء لأبي نعيم (٤/ ١٠٨) والطبراني في الكبير (٩/ ١٣٢) رقم (٨٦٥٥)، وشعب الإيمان للبيهقي =