حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[العلم وحقيقة العالم، وما ورد في فضل العلماء]

صفحة 89 - الجزء 1

  خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أظُنُّ أدِيمَ الْـ ... أرْضِ إلَّا مِنْ هَذه الْأجْساد

  قوله #: وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ.

  التقريب نقيض التبعيد وهو إدناء الأمر من الأمر، ولا شك أنَّ الليل والنهار يأتيان بذلك؛ إذ ما به كائن إلا وهما يوصلان إليه وإن طال الأمد، والأمر في ذلك ظاهر.

  قوله #: وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ.

  والإتيان نقيض الذهاب، والموعودُ كل ما تقدم الخبر بإتيانه، فكلُّ ما وَعد به صادق الوعد أتى به الليل والنهار لا محالة، وقد جرى الوعد من صادق الوعيد والوعد، بما بين أيدينا من القيامة وأهوالها وروائعها وزلزالها، والعرصة ونوائبها، والمحاسبة وعجائبها، والنار ومصائبها، والجنة ومراتبها.

  وهذه أمور عظيمة هائلة لا ينبغي للعاقل أن يغفل عنها، واستعمال الفكر في الخلوص من شدائدها ونيل فوائدها.

  قال أبو سعيد: فَقَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ وَمَا الْهُدْنَةُ؟.

  المقداد⁣(⁣١) حليف بني زهرة بن كلاب، وكان له في المسلمين شأن، وهو المقداد بن عَمْرو بنِ ثَعْلَبةَ بنِ مَالِكِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ ثُمَامَةَ بنِ مَطْرُودِ بنِ عَمْرو بنِ سَعْدِ بنِ زُهَيرِ بنِ ثَوْرِ بنِ ثَعْلَبةَ بنِ مَالِكِ بنِ الشَّرِيدِ بنِ هَزْلِ بنِ قايِسِ بنِ دَرِيمِ بنِ الْقَينِ بنِ أهْوَدَ بنِ بَهْرَان⁣(⁣٢) بنِ عَمْرو بنِ الْحَاف بنِ


= ومات في معرَّة النعمان، أصيب بالجدريّ صغيراً فعَمِي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ... سمى نفسه رهين المحبسين للزومه منزله ولذهاب عينيه. (الأعلام للزركلي ١/ ١٥٧).

(١) هو المعروف بالمقداد بن الأسود الكندي، نُسِبَ إلى الْأسْوَدِ بنِ عَبْدِ يَغُوثِ الزُّهْرِي؛ لأنه تزوج أمّه، ونشأ في حجره، وتبناه، كان من السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين، وكان من شيعة علي # المخلصين، وكان شجاعاً مجاهداً حَسُنَ الطريقة، شَهِد بَدْراً وما بعدها، ولم يكن يوم بدر فارس غيره، وورد فيه الحديث: «أمَرَنِي رَبِّي بِحُبِّ أَرْبَعَة، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ»، فقيل: من هم؟ فقال: «عَلِيٌّ، وَأَبُو ذَرّ، وَالْمِقْدادُ، وَسَلْمَانُ» ومناقبه كثيرة، وهو أحد الذين كانوا في بيت فاطمة مع السابقين الواقفين حول علي # بعد حادثة السقيفة، ... توفي بالمدينة سنة ٣٣ هـ، عن سبعين سنة (وعليه فمولده سنة ٣٧ قبل الهجرة) (انظر لوامع الأنوار للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # - ط ٣ - ج ٣/ ٢٥٤).

(٢) هكذا في النسخ كلها: بهران، وفي كتب التراجم والطبقات: بهراء.