جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: ألا وإن من نعم الله سعة المال ... إلخ]

صفحة 135 - الجزء 1

[قوله #: ألا وإن من نعم الله سعة المال ... إلخ]

  ومن تذكيره بنعم الله على العباد قوله #: (ألا وإن من نعم الله سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب)، اللهم ألهمنا ذكرك وارزقنا شكرك يا أرحم الراحمين:

  قوله # في مقدمة هذه الحكمة: (ألا وإن من نعم الله) أراد سلام الله عليه أن يقبل السامع بقلبه وسمعه على ما يريد أن ينبه عليه في هذه الحكمة لأنه دلنا بها على نعمة عظيمة جسيمة وهي السعة في المال وأنه لا يليق بمن رزقه الله بالمال إلا أن يكون شاكراً لأنعم الله، ومن شكر الله على نعمة المال أن لا يستعملها في معاصيه ولا يتطاول بها على أحد من عباده، وأن يرعاها بلسانه وقلبه، وأن يقدم لنفسه مع الضعفاء ما يقدم عليه حيث يجده، وحق هذه النعمة أن لا تكون له فتنة ينسى بها آخرته أو ما خلق من أجله، وقد أخبرنا في كتابه مسلياً للضعفاء والمساكين ومحذراً للأثرياء بقوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ٢٧}⁣[الشورى]، وبقول أمير المؤمنين #: (من غني فيها فتن، ومن فقر فيها حزن).

  نعم، الفقراء أكثر بكثير من الأغنياء غير أنهم أحسن حالاً