جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قول أمير المؤمنين #: شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة]

صفحة 30 - الجزء 1

[قول أمير المؤمنين #: شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة]

  من هدي أمير المؤمنين ونصائحه الشافية قوله # (شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة) نسأل الله السداد والهداية والنجاة من مضلات الفتن:

  الكثير والكثير يواقعون المعاصي وهم يعلمون أنها معاصي، فكيف إذا تلاطمت أمواج الفتن؟ وهي كذلك في هذه الأمة منذ قبض رسول الله ÷، وقد أخبر بها سيد المرسلين ÷ في قوله: «أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم»، فلا وقت ولا زمان إلا وأهواء أهله مختلفة، وآراؤهم متفرقة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف].

  فالخلاف قائم بين أهل الحق وأهل الباطل، وبين أهل الباطل والباطل؛ لأن الباطل متعدد والحق واحد، وقد أمر الله وأوجب على المؤمنين أن يتبعوا الحق: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}⁣[التوبة]، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣]، وحاشا الله أن يترك الخلق بدون أعلام بينة، ودلائل على الحق ظاهرة، وهو القائل سبحانه وتعالى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ