جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: (المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ... إلخ]

صفحة 46 - الجزء 1

[قوله #: (المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ... إلخ]

  قوله # (المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه):

  هذه الكلمات من جملة كلام ذم به أهل البصرة لخذلانهم وتعاميهم عن الحق، وهم يعلمون بمكانة أمير المؤمنين وفضله وشرفه، وقد كانوا علموا ببيعته، فتبعوا عائشة وطلحة والزبير، وقد ذمهم بقوله: (كنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة، رغا فأجبتم أراد - بذلك الجمل - وعقر فهربتم ...) إلى قوله: (ودينكم نفاق) وصدق سلام الله عليه، المقيم بين الحثالة من الناس الذين لا يؤمن شرهم ولا يرجى خيرهم لا خير في البقاء بينهم، وما سبب بقاء من بقي بينهم إلا ذنب أصابه، فهو كالمرتهن بذلك الذنب، ولو تاب إلى الله من صميم قلبه لتداركه الله برحمته وبعدها يرتحل من بينهم ولا يطيق البقاء بين أظهرهم، ويقاس على البصرة بقية البلدان التي أهلها عن دين الله القويم متغافلون، لا يتآمرون بينهم بمعروف ولا يتناهون عن منكر، فالمقيم بينهم من أهل الدين قد أصابه ما أصابه من بلائهم وإلا لما استطاع أن يبقى بينهم؛ لأن المؤمن يغضب لله إذا رأى منكراً لم يُغَيّر، ويخاف على أسرته الخذلان بين المذنبين ومن يهرب بدينه يرى في الأرض متسعاً ورزقاً واسعاً، قال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ