[قوله #: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره]
[قوله #: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره]
  قوله #: (من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته):
  قد تقدم قوله #: (حاسب نفسك لنفسك فغيرها من الأنفس لها حسيب غيرك)، وفي الحديث: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» أراد # في قوله: (من نظر في عيب نفسه) النظر السليم وحقيقة النظر السليم هو الذي يخرج صاحبه بعد النظر بنتائج لأن الإنسان إذا نظر في عيبه بدت له عيوب أخر وبدا له قبح فعله وقلة حيائه ممن أولاه نعمه.
  و مما يبارك قبح الفعل المسخط الله أن الإنسان استعمل نعم الله في معصيته وتناسى عن مراقبة الله عليه وأن الشهود يوم القيامة جوارحه وكيف يعيب على غيره ما قد فعل مثله فيحق له عند ذلك أن يتوب إلى خالقه من أولاه نعمه وستر عليه بكرمه، والذي دله على طريق الإنابة وفتح له باب التوبة ولم يلجئه إلى واسطة بينه وبينه وعندها يحق له أن يشغل نفسه بنفسه ولا يشغل نفسه بغيره، ثم يطيل الفكر كيف لو قدم يوم القيامة على ما قدم من السيئات وقد فضحه مولاه بين الخلائق يشاهد فضائحه البر والفاجر ملائكة الله عليه شاهدة وجوارحه بما وقع فيه من القبائح ناطقة لا يستطيع دفع