[قوله #: ما ظفر من ظفر الإثم به]
[قوله #: ما ظفر من ظفر الإثم به]
  ومن حكمه سلام الله عليه: (ما ظفر من ظفر الإثم به، والغالب بالشر مغلوب) وصدق الله العظيم القائل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}[ق] ففي هذه الحكمة موعظة بليغة للغافلين وفيها تسلية لمن ظلم من المحقين، وأي ظفر لمن سخط عليه جبار السموات والأرض ولو حاز القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فالظافر هو من أحرز النفيس من الطاعات يسابق أهل التقوى والدين وينافس الخيرة من عباد الله الصالحين يغنم بقية عمره في ما لأجله خلق من العبادة وما سوف عليه يقدم لا يكل ولا يمل حتى يوافيه أجله، ومن البلية أن الناس لم يعرفوا قدر العلم إلا من هم كالملح في الطعام، والشيطان لعنه الله يصغر العلم وأهله في عيون العامة كي يعيشوا جهالاً والجاهل خطأه أكثر من صوابه لذلك قال النبي ÷: «عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، لأن العالم يستنقذ الله به الناس من الهلكة والعابد يوشك أن يقدح الشك في قلبه فإذا هو في وادي الهلكات».
  صاحب المعرفة يثاب وهو جالس في بيته، والجاهل يأثم في عمله بسبب جهله، فعلى العاقل أن لا يفرط في حياته، ولقد بلغت الحجة على العباد بتبليغ العلماء فلا عذر يوم القيامة