جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كلام له #: يصف به عمل الخير وعمل الشر]

صفحة 172 - الجزء 1

[كلام له #: يصف به عمل الخير وعمل الشر]

  قوله #: (شتان ما بين عملين عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره):

  صدق سلام الله عليه فالمعاصي تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها، كم ظلم الظالم وغش الخائن وسرق السارق وزنى والعياذ بالله الزاني، وكذلك من يقتلون الناس ظلماً وعدواناً وكفراً وطغياناً، يخوفون الآمنين في مساكنهم والجميع يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، فلما ذهبت شهواتهم وقربت آجالهم وتقاصرت أعمارهم وصاروا في مجتمعاتهم في عداد المنبوذين قد ملهم القريب والبعيد بسبب أعمالهم السيئة وذنوبهم القبيحة فلا يوجد لأحد منهم مودة في قلوب الأقربين؛ لأن الله سبحانه وتعالى كره بهم وحكم بالمودة لأوليائه الصالحين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}⁣[مريم]، أما هؤلاء فإنهم يموتون شبه الحرمات من الأنعام والسباع وهم قادمون على أعمالهم الخبيثة {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}⁣[الكهف].

  فالسعيد من تدارك نفسه بتوبة نصوح يبكي على خطيئته ويندم على تفريطه حتى يأتيه الموت وقد أخذ لنفسه ما