جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كتاب له # إلى عمرو بن العاص]

صفحة 175 - الجزء 1

[من كتاب له # إلى عمرو بن العاص]

  وكتب # إلى عمرو بن العاص: (فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ تَبْعاً لِدُنْيَا امْرِى ظَاهِرٍ غَيُّهُ، مَهْتُوكَ سِتْرُهُ، يَشِينُ الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِهِ، وَيُسَفهُ الحَلِيمَ بِخِلْطَتِهِ، فَاتَّبَعْتَ أَثَرَهُ، وَطَلَبْتَ فَضْلَهُ، اتَّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضَّرْغَامِ، يَلُوذُ إِلَى مخَالِبِهِ، وَيَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِهِ، فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ! وَلَوْ بالْحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ، فَإِنْ يُمَكِّنِ اللَّهُ مِنْكَ وَمِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُها، وَإِنْ تُعْجِزَانِي وَتَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌ لَكُمَا، وَالسَّلَامُ):

  يكفي عمرو أنه جعل قدوته معاوية بن أبي سفيان وما سبب ذلك إلا حب الدنيا وإلا فهو يعلم بمكانة أمير المؤمنين ومكانة معاوية وكم لهما من المحاورات التي يبيح كل واحد منهما سر الثاني ويهتك ستره، يوماً قال معاوية لجلسائه وبينهم عمرو بن العاص: من يأتيني بما في علي بن أبي طالب فله هذه البدرة من المال، فتكلم كل واحد بما يسخط الله نثراً أو شعراً ولم يعطها معاوية أحداً إلا عمرو فإنه تكلم بما في أمير المؤمنين طلباً للدنيا وحجة ينطق بها لسانه يوم القيامة فقال⁣(⁣١):


(١) ذكر هذه القصة والشعر في النصائح الكافية لمحمد بن عقيل (١/ ١١٤) =