جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نصائح للدعاة إلى الله]

صفحة 5 - الجزء 1

[نصائح للدعاة إلى الله]

  اعلم حفظك الله أن الدعوة إلى الله شأنها عظيم، ولا يقوم بها على أبلغ الوجوه إلا موفق حكيم، قد عرف الله حق المعرفة، يتعدى بمعرفته لله كل التحديات، ويتجاوز بيقينه كل الصعوبات، وبدون المعرفة لله الكاملة لا يتم له مطلوبه، ولا يتوصل بسعيه إلى محبوبه؛ لكثرة ما يواجه به من العراقيل في سبيل الدعوة إما ترهيباً مثل مواجهة الكفار بالعداوة للأنبياء، أو ترغيباً مثل عرضهم المال والملك لرسول الله ÷، وغير ذلك الكثير من العراقيل التي تواجه الدعاة إلى الله، فبدون معرفة الله التامة يواجه الداعي يوماً بما يسد في وجهه جميع الأبواب إلا من عصم الله لذلك رغب الله تبارك وتعالى قبل ذكر الدعوة إليه بما يجعل نفس العاقل تتوق إلى ذلك الترغيب، ويحاكي نفسه أن كل شيء يهون في طريق الوصول إلى ما رغب الله تبارك وتعالى وذلك في قوله سبحانه وعظم شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ٣٢}⁣[فصلت]، فعندما يشرف الطالب لرضوان الله على ما في هذه الآيات من الكنوز