[قول أمير المؤمنين #: مجتني الثمرة لغير وقتها]

  ومن نصائح وحكم أمير المؤمنين قوله #: (ومجتني التمرة لغير وقتها كالزارع بغير أرضه، فوالله ما زلت مدفوعاً عن حقي، مستأثراً على منذ قبض الله نبيه ÷ حتى يوم الناس هذا):

  حكمة يتلألأ نورها في جميع الآفاق، ويرى أن دون الوصول إلى غاياتها خرط القتاد جميع العشاق.

  نعم، هذا الكلام قاله جواباً على من قال: أنت صاحب الحق بعد النبي فاطلبه ومعنى ذلك: أن تطلب البيعة لنفسك فأنت أحق بها ممن أخذها قبلك، فأجاب عليهم بهذا الكلام؛ لأن النبي ÷ قد أخبره بتلك الأمور، وما سوف يواجه من بعد موت النبي ÷ إلى آخر لحظة من حياته، وكذلك ما بعد وفاته غير أنه سلام الله عليه صاغ هذا المثال ورسمه بمثابة حصن يأوي إليه الهاربون عند حيرة الضلال، وخيبة الآمال، والعجلة في كل الأمور لا تتم معها المآرب، والأناءة نتائجها نيل الرغائب.

  نعم، ويأتيك بالأخبار من لم تزود، فإنك ترى يوماً من الأيام أو تسمع برجل يشار إليه بالأصابع يذكر بخير وله خصائص محمودة، أحرز نصيباً وافراً من العلم، وحضاً من العبادة، ذكره يسري بين الملأ كسريان عروق الشجرة الطيبة