جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: الكلام في وثاقك ما لم تتكلم ... إلخ]

صفحة 126 - الجزء 1

[قوله #: الكلام في وثاقك ما لم تتكلم ... إلخ]

  ومن علاجه الشافي للقلوب سلام الله عليه قوله: (الكلام في وثاقك ما لم تتكلم فإذا تكلمت صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة):

  الوثاق رباط الشيء، فاللسان رباط الكلام وحبسه، ولا خير في إطلاقه إلا إذا كان الله طاعة كما قال ربنا سبحانه: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} الآية [النساء: ١١٤]، وكما قال رسول الله ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

  نعم، أمير المؤمنين # صاحب هذه الحكمة هو القائل: (المرء مخبوء تحت لسانه)، وهو القائل #: (المرء حر ما لم يَعِد) فيتوجب على العاقل أن يزن كلامه؛ لأن كلامه من عمله، وإذا كانت بعض الكلمات تذبح صاحبها وتودي بحياته وبعضها تخلده في قعر النار وبئس القرار فليتحفظ ولا ينطق بالكلمة إلا موزونة قد عرضها على قلبه واختبرها بلبه، فإن كانت طيبة أطلقها وإلا ترك النطق بها وأمسكها.

  لذلك نبه # على ذلك بقوله: (فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك) الورق: هي الفضة، ثم بين سلام الله عليه