[علاج طول الأمل من كلام الوصي #]
[علاج طول الأمل من كلام الوصي #]
  قوله #: (لو رأى العبد الأجل ومصيره هـ لأبغض الأمل وغروره) نعم، بالآمال تعمر الدنيا وتختلف الرغبات والأهواء وبالآمال يقترب البعيد ويخدم القوي الضعيف، يطلب الإنسان المكاسب بعد عشرات السنين من أجل الآمال، وبالآمال يجمع المرء لغيره وعلى هذا جرت طريقة الأحياء في كل زمان ومكان منذ خلق الله آدم # إلى يومنا هذا وستستمر إلى انقضاء التكليف إلا عند الخلاصة وهم أنبياء الله و ومن مضى على نهجهم في كل زمان، فإن ذكر الموت قطع حبال الآمال من قلوبهم ووضع لهم الآجال نصب عيونهم فتجافوا عن دار الغرور وأقبلوا على دار الخلود، يعملون الأعمال الصالحة وهم خائفون لا يفترون عن طاعة الله وتسبيحه، ويستمرون في مناجاة الله وتحميده.
  فمن أراد التخلص من ربقة الآمال فليكثر من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات ويذهب بأفكاره إلى محلة الأموات وأبلغ العضات ويغوص بفطنته إلى مراقدهم حيث تهتكت لحومهم وتمزقت أوصالهم فلا يجيبون داعياً ولا يسمعون منادياً؛ فإذا قضى وطره من تلك المناظر الموحشة فليعد بطرفه إلى ما خلفوا من الدور الخربة والآثار الدامرة، أموالهم قد ملكها غيرهم فهم - أعني الأحياء - كما قال أمير المؤمنين: