[من نصيحته للحسن @]
[من نصيحته للحسن @]
  ومن نصيحته للحسن @: (أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَتَوِّرُهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلَّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصْرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذَّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالأَيَّام):
  تأمل في قوله #: (أحي قلبك بالموعظة) صدق سلام الله عليه الموعظة تحيي القلوب وتغسلها من أوساخ الذنوب لمن أصغى بسمعه ووعى بقلبه وهي عند العاقل أحلى من العسل الشهد كما قال لقمان الحكيم لولده، وهي على السفيه أشق من صعود الدرج على الشيخ الكبير، فالقلوب كالزرع والزرع يسقى بالماء وإلا مات والقلوب تسقى بالمواعظ وإلا حجرت ويبست ولو لم يكن من الأدلة إلا قول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥}[الذاريات]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء]، يقول صانع القلوب والمدبر لها: {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥} فلا بد من المواعظ والإيمان.
  ثم أردف # هذه الجملة بجملة أخرى: (وأمته بالزهادة) هناك يقول #: (أحي قلبك) وهنا يقول: (أمته بالزهادة) أراد # أحيه كي يتشوق لما يوصله إلى رغد العيش ولا يوصله إلا الطاعة الخالصة من العلم والعمل،