[في عجيب خلق أصناف من الحيوانات]
[في عجيب خلق أصناف من الحيوانات]
  قال #: (ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكن القلوب عليلة، والبصائر مدخولة ألا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه وفلق له السمع والبصر وسوى له العظم والبشر):
  تأمل أيها الناظر بعين بصيرتك في هذه الدلائل والبينات، قوله #: (ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق، وخافوا عذاب الحريق) نعم، من نظر بتأمل واستبصار في ملكوت الله من سماء وأرض وما فيهما وما بينهما فإنه يعود إلى رشده ويتراجع عن غيه؛ لأن في مخلوقات الله من الدلائل ما يردع عن التمادي في الغفلة والنسيان لذلك حكى ربنا عن عباده الصالحين بعدما نظروا فاعتبروا قولهم {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٩١}[آل عمران].
  نعم، في أصغر صغير من مخلوقات الله أبلغ معتبر وأعظم مستبصر، وقد أوضحه بقوله ÷: (كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه وفلق له السمع والبصر وسوى له العظم والبشر) لننظر مثلاً فيما قد شاهدناه ورأيناه مما يطير في سماء الله كيف أقدره أقدر القادرين على الطيران والتحكم في