الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار

صفحة 27 - الجزء 1

  فطلب الإمام # المال بالسلف من السلاطين آل حاتم بذي مرمر، فحصل منهم شي يسير بعد خطاب كثير، وباع منهم ثلاثة أفراس من جياد خيله وأرخصها لمساس الحاجة، وأمر بأثمانها أولاً فأولاً.

  والتمس الرجال من الجند الذين في ذمرمر وغيرهم، وبذل لهم المال فلم يجبه أحد إلى ذلك، ولا ساعدوه إليه، وقد قطع الناس إلا القليل منهم على أن الغز يأخذون الحصن، وأن الذين به لا يستقرون فيه لحرب ولا سواه.

  فلما اشتد الخطب، وأعياه الطلب، شاور من حضره من أصحابه في الأمر، فانتدب الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع للقدوم إلى ظفار - وكان بالمدرسة بذمرمر جماعة من أصحاب الإمام #، فشاورهم على التقدم صحبته فساعدوه، ولم يكن لهم سلاح - فأمر الإمام بشراء السلاح لهم في الحال من ديوان الحصن، وضاعف لهم في القيمة، وصدروا صحبة الفقيه إلى ظفار للجهاد في سبيل الله، فكان نفعهم عظيماً، وضمهم الشيخ دحروج إلى جملته، وجعلهم من بطانته مع من كان معه من الشرفاء وغيرهم ممن يعتد به، وصار في الحصن مائة وأربعون رجلاً.

  المائة منهم أهل الجرايات والديوان، والأربعون مطوعون مجاهدون في سبيل الله، بعد أن أخرجوا من كان يريد الخروج منهم، وأمسكوا من اختار الوقوف والصبر معهم.

  وكتب الإمام # إلى أخيه الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة بأن ينتخب من أبطال الرجال وفرسانهم وأهل الصبر والحمية منهم، ويكونوا على