السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  الأهبة لمحطة الغز على ظفار، وأمر الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم بمثل ذلك، فكان الكل على التأهب، فدفع الله شرهم وردهم {بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}[الأحزاب: ٢٥].
  وفي خلال إقامة الغز بريدة وشظب لم ينقطع الحرب عليهم، والغارات في الليل، والقتل والأخذ في أطرافهم بالنهار، من جهة الأميرين المذكورين.
  ثم نهض سنقر من محطته يوم الأربعاء مستهل شعبان، وحطت جنود الظالمين ببهمان يوم الخميس، فلبثوا نهارهم، ثم نهضوا يوم الجمعة فحطوا بخرقان والسبيع والمنقل في عسكر عظيم متباعد الأطراف، قوي العدة والسلاح، لم ير مع سيف الإسلام إسماعيل ومن قبله أقوى منه من عدتهم، ولا أشد من الاتهم.
  ووافق وصولهم كمال العرادتين التي أمر الشيخ دحروج بصنعهما، فكان ذلك من أسباب النصر عليهم، وما النصر إلا من عند الله سبحانه.
  وحكى الفقيه الفاضل علي بن أحمد الأكوع قال:
  لما كان يوم الجمعة وقد استقرت محطة الغز بجرن المنقل، أقبل منهم بشر كثير، وخيل جمة، حتى بدوا من أعلى الجبل في غربي الحصن، وانتشروا في أقطاره يمنة ويسرة، فرموا بقسي النشاب والشرخ، فبلغ الشرخ إلى الحصن، ومن النشاب سهم، وسائره يتقطع في الهواء دون الحصن ولم يصل منه شيء.
  ولما علم الشيخ دحروج بإقبالهم، أمر بإخراج العدة وآلة السلاح، واصطف أصحابه على أطراف الحصن، ورأي الغز قلة عددهم، والحصن أسفل منهم والأكمة المتصلة بالخندق؛ ترآءى لهم أنها متصلة بالحصن، فعادوا إلى محطتهم