الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

ترجمة مختصرة للإمام #

صفحة 54 - الجزء 1

  مولده # لتسع ليال بقين من شهر ربيع الآخر - أي في ليلة الحادي والعشرين - سنة (٥٦١) هـ، بقرية «عيشان» من ظاهر همدان.

  نشأ # وتربى في حجور الطاهرات، ونشأ مقتدياً بالأخيار من الآباء والأمهات، في حجر والده حمزة بن سليمان الذي كان من فضلاء أهل البيت في عصره، نشأ في بيت العلم والزهد والورع والعبادة والكرم والشجاعة، فأخذ من ذلك الضياء قَبَساً، ومن تلك المكارم غرساً، مع ما وهب الله له من مواهبه السنية، وعطاياه الهنية، من الفطنة والذكاء، والحفظ والتقى، لم يشتغل في صباه باللعب، ولم يمل إلى اللهو والطرب.

  كان # طويل القامة، تام الخلق، دُرِّي اللون، حديد البصر حدة مفرطة، أبلج [نقاوة بين الحاجبين] كث اللحية، كأن شيبها قصب الفضة، صادق الحدس، قوي الفراسة، كثير الحفظ، فصحياً بليغاً، شاعراً مفلقاً، شجاعاً بطلاً، يخوض غمرات الحتوف، ويضرب بسيفه بين الصفوف، وقائعه تشهد بشجاعته، ومواقفه تبين صدق بسالته، يقذف بنفسه في مقدمات الحروب، وترجف لهيبته القلوب، شأنه شأن آباءه المطهرين، وسلفه الأكرمين، في نشر الدين، وإطفاء بدع المبتدعين.

  قام بدعاء الناس إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين وإظهار كلمة الحق ورفع الفساد، في سنة (٥٨٣) هـ، فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم «للرضى من آل محمد»، لأنه كان طامعاً في قيام الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد؛ بل كل