الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

ترجمة مختصرة للإمام #

صفحة 55 - الجزء 1

  الخلق طامعون فيه، وكان الإمام # حريصاً مجتهداً على أن يكون من أنصاره، فهذه هي الدعوة الأولى الخاصة، التي قام بها # احتساباً وانتظاراً لقائم الآل.

  ثم قام بالدعوة العامة، فكان له # بيعتان:

  الأولى: - في ذي القعدة سنة (٥٩٣) هـ من الجوف، ثم توجه إلى دار معين من أعمال صعدة فأقام بها أربعة أشهر تنقص أياماً، اجتمع إليه فيها العلماء وأورد كل منهم سؤاله وامتحانه، وكانوا نحواً من أربعمائة عالم وفاضل وشريف، فوجدوه بحراً لا ساحل له، واعترفوا له بالفضل والسبق.

  والثانية: - يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة (٥٩٤) هـ، قال الإمام الحسن بن بدر الدين:

  «وكانت دعوته بعد أن أحرز خصال الكمال، ونال منها أشرف منال، وكان معروفاً بالنشأة الطاهرة، والعلوم الباهرة، والورع المعروف، والكرم الموصوف، والشرف والسخاء والنجدة والوفاء، فاجتمع لاختباره علماء عصره، وسادات وقته، من الأمراء والأشراف، والقضاة والفقهاء وغيرهم من المسلمين، فناظروا في جميع الفنون، وامتحنوه أشد الامتحان حتى إن عالماً واحداً سأله عن خمسة آلاف مسألة في الأصول والفروع علوم القرآن والأخبار، وأجابه عنه # بأحسن جواب.