الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)
  وقام بالملك بعده.
  ولما بلغ الملك العادل أبا بكر بن أيوب ما جرى في اليمن من قتل المعز وسم أخيه جهّز ابن ابنه الملك المسعود صلاح الدين يوسف بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في جيوش كثيرة وكان يومئذٍ في سن البلوغ وجعل وزيره ومدبر ملكه جمال الدين فُليب، وكان وصوله إلى زبيد في شهر محرم سنة (٦١٢) هـ، وخرج من اليمن سنة (٦٢٥) هـ، وبه انتهت الدولة الأيوبية في اليمن.
  فقد عاصر الإمام # من أثناء دعوة الاحتساب قبل الدعوة العامة:
  طغتكين بن أيوب الملقب سيف الإسلام(١)، المتوفى سنة (٥٩٣) هـ.
  ثم بعد الدعوة العامة عاصر:
  الملك المعز إسماعيل.
  ثم أخاه الناصر.
  ثم الملك المسعود.
  وسنذكر بعض ما وقع بينهم وبين الإمام # باختصار:
(١) سيف الإسلام: هو طغتكين بن أيوب أخو صلاح الدين الأيوبي، أحد سلاطين الدولة الأيوبية في اليمن، تولى سنة (٥٧٩) هـ، وسيطر على معظم أجزاء اليمن، وكان شديد السيرة، مضيقاً على الرعية، يشتري أموال التجار لنفسه ويبيعها كيف يشاء، وجمع من الأموال ما لا يحصى، ووقعت بينه وبين الإمام المنصور بالله # معارك والإمام في أيام دعوته الأولى بالإحتساب التي دعاها (٥٨٣) هـ، وتوفي طغتكين سنة (٥٩٣) هـ.