أهم المعارك والحروب
  بلغه ظهور الفواحش وامتناعهم عن طاعة الله وتسليم الواجبات، فنهض الإمام من أثافت(١) في عسكره فحط في الخموس بعد العشاء الآخرة ثم استراحوا قليلاً، ثم واصلوا المسير حتى وافوا (المطرح) عند انبساط الشمس، فلما علموا بقدوم الإمام # هربوا إلى الجبال بأموالهم وما خف معهم، فتبعهم الإمام # بعسكره فانهزموا وسلموا الطاعة.
  وتتابعت الأحداث في عام (٥٩٥) هـ، وحكى مصنف السيرة عن الإمام # أنه قال: «ما علمت أني نزعت ثيابي من جسدي في ليل مدة الإقامة بأثافت خوفاً من مفاجأة العدو وأنا على غير أهبة، وما زال سيفي ضجيعي، ودرعي وسادي»(٢).
ومن الغزوات
  غزوة المحالب وسراقة ودوبع وحرض ونجران وفتح مأرب وغيرها، وكذلك يوم هران ويوم بيحان، وهي مشروحة في السيرة المنصورية في الجزء الأول، وبعضها في اللآلئ المضيئة والتحفة العنبرية وغيرهما.
  وقد اشتمل الديوان على قصائد عظيمة، أرخت تلك الوقائع والأحداث، وشرحت ما دار فيها، وبينت ثبات الإمام وجنده، ويثني فيها الإمام ويمدح القبائل التي قامت بنصره، ويسميها ويذكر مآثرها وسوابقه، ويذم ويعيب
(١) أثافت: بضم الهمزة: بلدة بالقرب من دماج شرقي خمر.
(٢) اللآلئ المضيئة - خ -.