المناطق التي يجبى خراجها إلى الإمام #
  والحيمة(١) والجحادب(٢) والأغمور إلى نواحي مسار ويناع(٣) وأعماله.
  فهذه بلاد متصلة ملأها العدل، وأمنت سبلها، والمقاطع المخوفة التي لم تكن الجماعات الكثير تجوزها إلا على المشقة الشديدة من الخوف، فصارت على تباعدها يسلكها الواحد والاثنان، وشملها من الخير والخصب وتتابع الثمار ما لا مزيد عليه، وجرت فيها الأحكام، وقبضت منها الأموال، واستقرت فيها الولاة، خارجاً عن البلاد التي يخرج منها البيت والقبيلة والرجل، كحراز المستحرزة فإنهم ممن استقام وسلم الحقوق وانقاد للأمر، وفيهم مودة ومحبة لم تعلم في غيرهم؛ لأنهم أقاموا الحقوق، وأنفذوا الأحكام، وصار من خاف الظلم منهم دخل للسوق وصاح بأنه جار الإمام فلا يروع سربه أبداً، ودخل من كان منهم في مذهب الجبر في دين الزيدية من آل محمد عليه و $، وأقاموا الجمعة.
المناطق التي يجبى خراجها إلى الإمام #
  وأما البلاد المنفصلة التي يجبى إليه خراجها، وتؤدى الحقوق الواجبة إليه منها: فإن فيها سعة، وهي بلاد مذحج: من بني حبيش(٤) وبني ربيعة(٥) وبلاد
(١) عزلة من بلاد تعز. أما الحيمتين فهي من بلاد حراز.
(٢) من ناحية الحيمة الخارجية وبلاد حراز.
(٣) يناع: حصن من أعمال الأخروج ناحية الحيمة، الواقعة في مغرب صنعاء.
(٤) بني حبيش - بضم الحاء -: ناحية من قضاء المخادر، في الشمال الغربي لمحافظة إب.
(٥) بني الربيعة: من مخلاف نَقِذ في وصاب العالي.