القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)

صفحة 58 - الجزء 1

  كثيراً من النصائح والمواعظ، والأوامر والنواهي.

[سفير السلطان علي بن صلاح الدين]

  وممن وفد على الإمام #: شريف حسني، يقال له يعقوب بن الولي، يقرأ القرآن الكريم على السبع القرآءات، لم ير أضبط منه ولا أحفظ لكتاب الله، فقرأ عليه جماعة من أصحاب الإمام مدة إقامته.

  وكان وصوله من قلعة أعزاز وأعمال حلب سفيراً إلى الإمام # من جهة السلطان نور الدين علي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومن جهة ميمون القصري - وهو رجل من كبار الترك خيله تداني الألف على ما حكاه الشريف -.

  وكان لهما رغبة شديدة في مواصلة الإمام # ومكاتبته والاتصال به، لما ظهر من ألسنة الغز الواصلين إليهما من ديار اليمن عنه من الثناء الجميل والأفعال الحميدة فانتدباه لهذا الأمر، وأصحباه كتابين يتعرضان للوصول إليه فيما أحب من الخيل والعدة والمال لنصرته، والجهاد بين يديه، ويجعل لهما الولاية على أشياء مذكورة من مدن اليمن، فلبث الشريف مدة إقامة الإمام بحصن ذي مرمر، وتجهز للمراح لما دنا موسم الحج، وأعطاه الإمام # مائتي درهم يتوصل بها إلى مكة حرسها الله تعالى، وكتب له حجة إلى المتولي قبض ما يحصل لبيت المال من هنالك ومن الحجاز مما يؤتي للأشراف بمثل ذلك، وبخلعة سنية فقبضه، وأصحبه الإمام كتاباً إليهما.