الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)
  ممكن فما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، وقد علمتم أن ملوك اليمن قد عرضوا علينا أموالهم، وخيولهم وحصونهم وطاعتهم وحضونا على هذا المقام فلم نساعدهم إلى ذلك لوجود العذر بيننا وبين ربنا، ومع وجود هذا الإمام فلم نجد سبيلاً إلى التأخر وإنما هو الإقدام أو النار» فبايع الناس أفواجاً(١).
ألفاظ البيعة
  وكانت بيعته # أن يبسط يده الشريفة ثم يقول للرجل: «أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله ÷، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة ولينا، ومعاداة عدونا، والجهاد في سبيل الله بين أيدينا».
  فإذا قال الرجل: «نعم».
  قال: «عليك بذلك عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذ على نبي من عهد وعقد».
  فيقول الرجل: «نعم»، فيقول الإمام: «الله على ما نقول وكيل»(٢).
الوفود إلى الإمام # للبيعة
  ولما ذاع واشتهر في الناس انعقاد البيعة للإمام المنصور بالله # ومبايعة العلماء له، وتسليم الأمر إياه، وظهرت الدعوة المباركة، أقبل إليه الوفود من كل فج عميق من أقطار اليمن مسارعة في الفضيلة، ومسابقة للجهاد بين
(١) التحفة العنبرية - خ -، اللآلئ المضيئة - خ -.
(٢) الحدائق - خ -، التحفة - خ - اللآلئ المضيئة - خ - عن السيرة.