الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)
  والحلول بغيل مراد، فكرهوا ذلك، وقاسمه شريف خمس ماله، وأعطاه الشرفاء موضعاً آخر مباحاً، وأقبل إليه أهل الجوف للسلام والتهنئة، وأعطاه جحاف بن حميدان طيناً جليلاً في موضع يسمى بنات دواس، فاشترى البقر وزرع، وأصلح بحلوله أمور أهل الجوف، وانقاد الكل لحكمه، فزال ظاهر المنكر، من شرب الخمر، والفواحش، ونكاح السفاح، بالبطلان والشبه، وظهر المعروف، وعلت كلمة الإسلام، وصلح الأكثر من حال الناس، وكان لا يقطع التذكرة لهم في المجامع والملاقي فينتفع الأكثر بذلك، وغطى أكثر شرورهم وأصلح بينهم، وظهرت البركة في زرائعهم ومواشيهم، ورغبوا في ذلك، وأنست قلوبهم.
٢ - وقعة عجيب:
  لما أن ولَّى طغتكين ولدَه إسماعيل على كوكبان وجه إسماعيل جيشاً إلى ظاهر همدان فأظهر فيها الفساد من ارتكاب الفواحش وشرب الخمور في المساجد مع الفواسد، فلم يتركوا شيئاً من المنكرات يقدرون عليه إلا أتوه وفعلوه، وقع بينه وبين أهل ثلا من مشائخ آل المكم ووادعة وبكيل وغيرهم حرباً أدت إلى هزيمة الغز هزيمة منكرة، واستولوا على أسلحتهم ومحطتهم ودوابهم، وهزموهم حتى عادوا إلى صنعاء وكوكبان، فلما بلغ العلم بهزيمة الغز إلى طغتكين أمر بالجنود الكثيرة والخيل والسلاح إلى (بوزبا) وكان متولي الأمر في صنعاء وأعمالها شديد العزيمة عارفاً بأمور الحرب، وقد عَظُمَ في صدور الناس أمره.