القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)

صفحة 28 - الجزء 1

أهم الأحداث في وقت الاحتساب

  قام الإمام المنصور بالله # بكثير من الأعمال والإصلاحات، وخاض العديد من الحروب في حال الاحتساب مع المفسدين والظالمين، لأنه لما علت كلمته، وشاع ذكره، وطار خبره، وقعت هيبته في قلوب أهل الظلم والفساد.

  فخاض حروباً مع السلطان علي بن حاتم⁣(⁣١)، ومع الغزاة الأيوبيين.

  وسنذكر بعضاً منها على وجه الاختصار لتدل على ما سواها:

الأول: مع السلاطين بني حاتم

  كان السلاطين بنو حاتم قد سيطروا على جزء من أرض اليمن، وحكموا صنعاء وأعمالها إلى حدود بلاد الأهنوم، وكان لهم قوة وتمكن وبسطة ونفوذ، لمكانتهم بين القبائل اليمنية، وكان لهم بعض ميول إلى أهل البيت، فلما ظهر الإمام المنصور بالله # كان بينهم وبينه مراسلات ومكاتبات، وأمور يطول شرحها، ومما وقع بينهم من الحروب في وقت الاحتساب وقعة ميتك⁣(⁣٢):


(١) هو السلطان علي بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل اليامي، هو الثاني من سلاطين الدولة الحاتمية، تولى بعد وفاة أبيه حاتم سنة (٥٥٦) هـ، وسيطر على حصون كثيرة، وكان له مواقف كثيرة مع الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #، ثم مع الإمام المنصور بالله #، ومواقفه بين الولاء والعداء، بقيت صنعاء تحت سلطانه إلى شوال سنة (٥٨٥) هـ، حين استولى عليها طغتكين الأيوبي، فانتقل إلى حصن ذمرمر، وتوفي به سنة (٥٩٧) هـ.

(٢) ميتك: هي المعروفة الآن بحجور ظليمة شمال غرب عمران.