الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)
  عدتها، فلما أقام الإمام بينهم عَرَّفهم ما يجب عليهم بلطف وحسن سياسة، فصلحت بحسن تدبيره أحوالهم، واستقامت أمورهم.
الإمام (ع) والأميرين
  وفي أثناء فترة الاحتساب دارت المكاتبات والرسائل بين الإمام # وبين الأميرين الكبيرين يَحيَى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، وأرسل الإمام # إلى الأمير شمس الدين بقصائد يحثه على القيام بالإمامة، ويعده بالقيام معه، والنصرة له، وإجابة دعوته، وقد تضمن هذا الديوان تلك القصائد التي أرسل بها الإمام إليهما.
  ثم نهض الإمام متوجهاً إلى صعدة في مقدار مائة فارس ورجل كثير، فلقيه الأميران في الحقل في جمع كثير من خولان وبني جماعة والأبقور وبني حي ووعظهم، وكان الناس ينتظرون قيام الأمير الكبير يحيى، فدارت مراجعة عرض فيها الأمير الكبير على الإمام البيعة فكره ذلك واستعظمه وقال: «إنما أردت حياة الدين وكرهت إهمال الأمة، وأنت العمدة والقدوة، وكبير أهل البيت الشريف، فإن علمت عذراً يُحِل منك عند الله سبحانه فأنا بذلك أولى لأنك أكبر أهل البيت $ وأولاهم بهذا الأمر»، وجرى بذلك خطاب طويل، وكان قصد الإمام # بالحركة في الجوف لينتظم للدين أعوان، وكان يعتقد أنه إذا وصل إلى الأمير الكبير بأولئك القوم، وذلك العدد، ساعده على تقلد الأمر، والقيام به إذ قد وجد له أنصاراً.
  وكان ذلك العسكر الذي طلع بهم الإمام قد عمتهم التوبة والرجوع إلى الله.
  ومن شدة ورعهم أن تلك الخيل عموماً ما وطئت فرسٌ منها بطنَ جربة، ولما ألقى الله سبحانه من هيبة الإمام #، وحبب إليهم من طاعته، ولا