مقدمة

  الحمد لله الأول بلا ابتداء، الآخر بلا انتهاء، الدائم بلا فناء، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأبناء، الخالق لما أراد، والمعيد لما أفنى وأباد، صادق الوعد والوعيد، المنزه عن ظلم العبيد، لم يقضِ بالظلم والفساد، بل حكم بالعدل والرشاد، أحمده لفضله، وأستدل عليه بفعله، وأصفه بعدله.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نطق بها اللسان، واعتقدها الجنان، وعمل بمقتضاها الجوارح والأركان، ثقيلة في الميزان، مرضية للرحمن.

  وأشهد أن محمداً عبده ومختاره الأمين، ورسوله إلى الخلق أجمعين، بعثه على حين فترة من الرسل، واختلاف من الملل، فبلغ الرسالة، وأوضح الدلالة، وأنذر القبائل، حتى سطع نور الحق والهدى، وانقشع سربال الغي والردى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار المنتجبين الأخيار.

  وبعد:

  معرفة تواريخ أئمة أهل البيت $ يعرف المطلع والقارئ من خلالها على حياة أهل البيت وسيرهم، ويستفيد منها فوائد كثيرة، تزيده نشاطاً إلى نشاطه، وهمة إلى همته في كسب الخير، وسلوك طرق الرشاد، ويتعلم منها دروساً في العلم والعمل والإخلاص والجهاد والصبر والورع والزهد وغيرها من خصال الخير، وطرق البر.

  وفي هذه الأسطر نقدم ترجمة لأحد أئمة الزيدية، ونجم من نجوم العترة الزكية،