القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)

صفحة 56 - الجزء 1

  فأمر الإمام عله السلام الأمير ذا الكفايتين محمد بن إبراهيم بالركوب إلى حوث ليأتي به إليه، فوافق وصول الأمير الجاني بكرة يوم تلك الليلة.

  فلمَّا حضر إلى الإمام # في مجمع كبير، حضر فيه الأميران الكبيران شيخا آل الرسول يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، وطائفة من الشرفاء آل الهادي وآل حمزة، وقاضي الشرع محمد بن عبد الله بن حمزة، والشيخ محيي الدين محمد بن أحمد النجراني، وأهل المدرسة المنصورية بصعدة، واجتمع بها خلق كثير من أهل البلد وغيرهم، ومن رؤساء الناس وغصَ المسجد والحجرات.

  فسأله الإمام # عن القصَّة، فأنكر وقال: إن شهد عليّ شاهد من أهل المدرسَة قبلت شهادته، وقد كان وصل رجل ممن حضر القصَّة، فدعاه الإمام فشهد بما حدث.

  فلمَّا رأى الأمير ما عند الإمام من الغضب تقدَّم إلى بين يديه، ووضع سيفه وسوطه واستَسلم للحق، وقال: امض حكمك بما تراه.

  فأمر الإمام الأميرَ صفي الدين ذا الكفايتين أن يجلده عشرين جلدة تأديباً، وأمر بقبض فرسه ودرعه، ولم يمنعه من ذلك قرابته منه، أو مواقفه معه، أو كونه من القادة الأبطال الأوفياء لديه.

  وأحضر أحد الغلامين فجلده ثلاثين جلدة وحلق رأسه.

  وأمر الأمير جعفراً بالصدور إلى حوث ليبلغ الفقيه ما يجب له بحكم الله تعالى.

  ففعل وحضر إلى المسجد الجامع بحوث، وأحضر غلامه الثاني، وحضر خصمه بين يدي القاضي ركن الدين عمرو بن علي العنسي، وحضر الشيخ محمد بن أحمد