القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

آ ثاره المعمارية

صفحة 92 - الجزء 1

  مطابقاً لمسماه، فما أسرى منه سرية ولا جهز عسكراً إلا كان الظفر قرينه والنصر خدينه.

  وقد اختطه الإمام # وقام بعمارته في شهر شوال سنة (٦٠٠) هـ، وكان قد اختطه قبل ذلك الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي #.

  وأشار على الإمام ببنائه جماعة من أصحابه، لأن خطر الغز كان قد عظم لكي يلجئوا إليه عند حركة العدو على البلاد، وكان الإمام قد همّ بعمارتها، وطاف إليها من شوابة، وأتاه في وجه العشي ولم يصعد أعلاه ولم يتأمله حق التأمل، وكان قد أضرب عنه، ولما أشاروا عليه ببنائه رأى إعادة النظر فيه فنهضوا إليه، وطلع الإمام أعلاه وطاف أقطارها، وأمعن النظر في أمرها، فشاهد من الحصانة والمنعة ما رغبه في عمارته، فأعد الآلات وبذل الأموال في عمارته، وكان ابتداء العمل في موضعين:

  أحدهما: السور، فقعطت له الصخور الكبار.

  والثاني: حفر الخندق.

  وهذا الحصن فيه من الحصانة وتصميم البناء وإحكام الصنعة ما يدل على حسن تدبير الإمام # وسياسته، وقد جعلت فيه بحثاً مستقلاً يشتمل على أسباب عمارته وكيفيتها وولاتها ودرس فيها ومن مات فيها وغير ذلك مما يتعلق بها، واسمه (الهجرة المنصورية، ظفار وما فيها من الآثار).

  ٢ - مسجد ظفار:

  وهو الجامع الذي فيه قبة وقبر الإمام #، وقد يطلق عليه اسم (المدرسة المنصورية) بظفار، وقد تخرج منها طائفة كبيرة من