طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

القاف في الآباء

صفحة 1060 - الجزء 2

  في بلاد العجم والكوفة والحجاز واليمن، وكان الإمام الناصر لدين اللّه الحسن بن علي الأطروش صاحب الجيل والديلم قد أخذ العلوم عن محمد بن منصور عن آل الرسول، ثم اختار اختيارات فصار أهل الجيل⁣(⁣١) لا يرون خلاف ما اختاره رأيا ومذهبه عند⁣(⁣٢) اتباعه مشهور لا يختلف فيه اثنان وسنده ظاهر، وكذلك مذهب الهادي والقاسم والمؤيد باللّه عند اتباعهم أشهر من الشمس في اليوم الصافي⁣(⁣٣)، ومن بحار القدماء من الأئمة أهل البيت اغترف أئمة المذاهب الأربعة فإن أكثر الفقهاء في⁣(⁣٤) الصدر الأول الذي كان فيه زيد بن علي كانوا على رأيه، ثم بعده كذلك كان أبو حنيفة من رجاله وأتباعه في كل كتاب من كتب أهل المقالات، وكذلك صاحباه أبو يوسف ومحمد والشافعي تلميذ لمحمد بن الحسن، وكان داعيا لمحمد⁣(⁣٥) بن عبد اللّه بن الحسن الإمام في زمن هارون الرشيد وشوش عليه بنو العباس؛ لأجل ذلك، وكذلك كانت قراءته في الفقه على رجلين من أتباع زيد بن علي وهما رجلا أهل الحق أحدهما يحيى بن خالد بن يحيى، وإبراهيم بن أبي يحيى، وكذلك مالك الفقيه كان يفتي من سأل⁣(⁣٦) بالقيام مع النفس الزكية على المنصور أبي الدوانيق، وشيخه جعفر الصادق في الحديث فلا مذهب أقدم من مذهب زيد بن علي وكيف لا يكون كذلك وهو يرويه عن أبيه عن جده عن النبي ÷ ليس بينه وبينه إلا رجلان ثانيهما الوصي (يا أهل بيت النبي من جاء عن بيته يحدثكم)⁣(⁣٧)، ومن ذلك بالإسناد هذا إلى المؤيد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني،


(١) في (ج): أهل اليمن.

(٢) في (ج): عن.

(٣) في (ب) و (ج): الضاحي.

(٤) في (ج): من.

(٥) في (أ): ليحيى.

(٦) في (ج): من سأله.

(٧) في (ب): يا أهل بيت النبي من جاء من بيته يجد لكم ربح وهو كلام غير مفهوم، وفي (ج):

من بيته محدثكم ... الخ.