فصل فيمن اسمه أحمد
  يكن عبده إلى آخره على عادة الفضلاء، وسلوكا لمنهج النبلاء، وعملا بقول رسول اللّه ÷ «اللهم اجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا»(١)، والولد أبقاه اللّه تعالى كبيرا عند اللّه وعند خلقه، ونحن نعلم قطعا ويقينا أن هذه الورقات لا تسع لما يجب ذكره من محاسنه للقيام ببعض حقه، وقد أجزنا له أبقاه اللّه تعالى كلما كان لنا فيه طريق من طرق الرواية بالسماع والمناولة وبالإجازة وكل مصنفاتنا ومؤلفاتنا ومنظوماتنا، وعلى الجملة فقد أجزنا له كل ما تضمنته الإجازة الكبرى التي أخذها عنا من عرفه الولد أبقاه اللّه تعالى من أشياعنا وأتباعنا، [مثل حي العلامة عزّ الدين محمد بن يحيى بن محمد بن بهران، وغيره من أشياعنا وأتباعنا](٢) وأهل ولايتنا فليرو على نحوه المذكور، جاريا على ما جرى عليه مثله من الأعلام الصدور، أمدنا اللّه وإياه بمواد التوفيق، انتهى.
  قلت: وقد ترجم له غير واحد فقال(٣): كان من العلماء الفضلاء، الاجلة(٤) النبلاء، أثنى عليه المؤالف والمخالف، وله في كل فن قدم راسخة(٥)، وله النظم الرائق.
  وقال غيره: كان هذا السيد فائق على أقرانه، بل هو الغرة في دهره، والفريد في عصره، الذي جمع بين العلم والعمل، وحاز الفضائل عن كمل، إليه انتهت العلوم النبوية، وعليه عكفت المفاخر والشمائل الحسنية، ومنه تفجرت ينابيع البلاغة والحكم(٦) العلوية، فهو إمام أهل الطريقة، ويعسوب أهل الحقيقة، ولقد كان موزعا
(١) حديث اللهم اجعلني في عيني ... أشار إليه في موسوعة أطراف الحديث النبوي (٢/ ١٦٢) وعزاه إلى ضعيفة الألباني (٩١١).
(٢) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٣) في (ب، ج): فقالوا.
(٤) في (أ) و (ج): الجلة.
(٥) في (ب) و (ج): راسخ.
(٦) في (ج): والحكمة.