طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

من اسمه محمد

صفحة 1616 - الجزء 3

  ثم أجازه فلما أجازه ارتحل إلى مكة فقراء على العلامة ابن أبي كثير وكان ابن أبي كثير يجله، ولم يزل بمكة يفيد ويستفيد، وكان له بمكة رباط السدرة تجاه الكعبة المعظمة فبلغ في العلم غايته وأجاز له شيوخ مكة، بالإقراء والتدريس في كل علم نفيس، وغلب عليه علم الحديث واستفاد عليه جم غفير، ولبس الخرقة القادرية، وألبسها في الحرم الشريف وسند سيدها إليه عبد القادر الجيلاني، ثم ارتحل إلى مدينة الرسول، وصحب فيها الشيخ أبي عبد اللّه الشاوري، أحد شيوخ المدينة وكان شيخا محققا كاملا، وكان بينه وبينه صحبة تامة، فدرس عليه في علم الحديث، وشيئا في علوم العربية، ثم رحل إلى صعدة، وأقام بها مدة وانتشرت عنه فيها خرقة الصوف، وتبعه خلق كثير، وتحكم على يده جم غفير، ثم رحل إلى (صنعاء) فتلقاه السيد الإمام قاسم المشهور بالصلاح والزهد في الدنيا، ونشر العلم في الطريقتين، فقرأ عليه السيد قاسم في الحديث، وهو قرأ على السيد في المعاني والبيان ونشر الخرقة الشريفة، وتحكم على يده جماعة من أكابر الأعيان، من السادة والأشراف وأكابر الأقران، فمنهم الحسن بن غانم بن عبد المنعم، والسيد الإمام محمد بن علي السراجي قبل دعوته، وتحكم على يديه، وأذن للفقيه حسن أن يحكم من أراد التحكيم، وأقامه في رباطه المعروف بأبي الرجاء، ثم أن الشيخ عبد الهادي نزل اليمن فوصل إلى رباط المرهوب، وتكمل بالشيخ محمد بن علي بن نسر، وأقام مدة عند الشيخ أحمد الفراوي، ثم ارتحل إلى تعز ومعه جماعة من الطلبة من صعدة وصنعاء وتهامة يقرءون عليه في الحديث، وكانت إقامته في مسجد المفروض الذي يعرف الآن بالجبرتية في شرقي مدينة (تعز)، ثم تزوج بأخت الفقيه محمد العراف، وكانت من النساء الصالحات، فأقام حتى ولدت ولده عبد القادر، وكان مولده في أول محرم سنة إحدى وتسعمائة، ثم رحل إلى (صنعاء) وكانت