من اسمه محمد
  الإطلاق، والحافظ الضابط بالاتفاق، قال القاضي أحمد بن صالح: كان حافظا للعلم، راعيا للأدا، حافظا للآداب النبوية، وكان من الفضل بمحل لولا تواتره ما كنا نقبله، أما للعبادة فلا يفتر لسانه، وله كل يوم ختمة يقرأها، وطوافان وغيرها، وقد كان من أبناء التسعين شيخ ضرير، وكان يملي جميع دفاتر الإسلام على ظهر قلبه في معقولها ومنقولها، ولذلك حديت إليه الركاب من كل وجد وخباب، بل بالغ السلطان في أشخاص من مصر إلى القسطنطينية مبالغة شديدة، فأمتنع وحاور بالحرم الشريف مرتين عاد في الأولى إلى مصر، ثم رجع إلى الحرم، ودرس عليه الفريقان (الحنفية) و (الشافعية) (صحيح البخاري) بسماع ورواية، ودراية، وذلك في عام إحدى وسبعين وألف.
  قلت: وعنه أخذ تلامذته منهم: عيسى بن محمد المغربي، وأحمد بن تاج الدين المالكي الأنصاري، والسيد محمد البرزنجي، ومن الزيدية القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وأجازه في السنة المذكورة إجازة عامة.
  قال القاضي: ثم رجع إلى مصر ومات هناك، قلت: في عشر الثمانين والألف، واللّه أعلم.
  وأما مشايخه فنذكرهم في أسانيده إن شاء اللّه تعالى.
  وقال غير القاضي: هو شيخ الإسلام، وجمال العلماء الأعلام، بقية المسندين الحفاظ، ومالك زمام المعالي والألفاظ، علامة الزمان، والغني بشهرته عن وصف لسان القلم، وقلم اللسان، مولانا شمس الدين، وشهاب الدين أبي عبد اللّه ... الخ.
  قلت: أول شيء ما أتصل بشيخ الإسلام زكريا بن محمد الحافظ، وقد تقدمت أسانيده في ترجمة ابن حجر الهيتمي.