فصل فيمن اسمه أحمد
  قال في مآثر الأبرار في ذكر الأزهار: قلت وهذا الكتاب مشهور البركة غير ممنوع الحركة، سار في الأقطار سير(١) الشموس والأقمار، وبلغ المصنف مناه، وانتفع [الخلق](٢) به وهو في الحياة.
  وقال غيره: كان فضله وعلمه السابغ(٣)، وانتفاع المسلمين به النفع البالغ، ليس لأحد من الأئمة مثله في العناية الإلهية في بركة علمه ومصنفاته التي هي كالطراز المذهب، وعليها اعتماد أهل المذهب، [الخارجة](٤) على طريق علماء الحقيقة والمجاز(٥)، التي هي بالمرتبة الثانية من حد الإعجاز، وكتاب (الأزهار) شاهدا فإنه على صغر حجمه سبعة وعشرين ألف مسألة منطوقها ومفهومها، وقد بلغ رتبة الاجتهاد، وهو أحد الأقطاب والأوتاد.
  وقال غيره: [هو](٦) الإمام العلامة حافظ العلوم، ومحيي شريعة الحي القيوم، إمام الاجتهاد ومحيي علوم الآباء والأجداد، وله الشعر العجيب منه في وصف(٧) حفظه للفقه:
  وكم جاهل في الناس قد قال إنني ... عن الفقه عار وهو عني غافل
  وو اللّه ما في الوقت أعلم ناقلا ... من الفقه غيبا مثلما أنا ناقل
  فمنه ألوف صرت غيبا بلفظها ... وفي الذهن(٨) مما هو سواها مسائل
  كثير بلا حصر وهذا تحدث ... مما اللّه من إحسانه لي فاعل
(١) في (ج): مسير الشموس والأقمار.
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (ب)، (ج): الواسع.
(٤) سقط من (ب) و (ج).
(٥) في ب: وعليها اعتماد أهل المذهب على طريق أهل الحقيقة والمجاز.
(٦) زيادة في (ب).
(٧) في (ج): في روض حفظه.
(٨) في (ب، ج): وفي الدهر.