الحسن بن القاسم
  وخصال الكمال، ولا أجد عبارة تفي للتعبير(١) عن حاله فإنه آية من آيات اللّه في كل خصلة، أما الفقه فكان فيه حسن المذاكرة وقد أثنى عليه صنوه المؤيد بذلك وأما النحو فقال وجيه الدين الحيمي: كان سريع الفهم وكان في تلاوة القرآن(٢) بالروايات حظ لأنه قرأ على الشيوخ أيام حبسه في صنعاء فأتقن(٣) وزاده اللّه مادة في التأدية، وكان واسع الأخلاق، وكان [في] مظهر(٤)، ملك عظيم الشأن، واسع الجنود، حسن السيادة(٥)، ما عرف الناس كحواشي أصحابه فضلا عنه، وناهيك بما أدال اللّه بحميد مساعيه، وما استأصل من أعيان الدولة الرومية، كحيدر باشا وقانصوه باشا وغيرهم(٦) مما يطول شرحه ويحتاج مجلدات، وقال القاضي أحمد بن سعد الدين: هو السيد، العلامة، الذي أعز اللّه به الإسلام، وقطع بسعيه وجهاده أثر الظلمة الطغام شرف المسلمين والإسلام.
  قلت: مولده في شهر رمضان سنة ست وتسعين وتسعمائة، وتوفي في شوال سنة ثماني وأربعين بعد الألف فمبلغ(٧) عمره اثنتان وخمسون سنة وشهر وليلتان، وقبره بالحصين(٨) من مدينة ضوران مشهور مزور سلام اللّه عليه وعلى آبائه.
(١) في (ب) و (ج): للتفسير.
(٢) في (ب): وكان إملاءة القراءات بالروايات.
(٣) في (ب): فأبصر.
(٤) في (ب): وكان مظفر ملك عظيم.. الخ وفي (ج): وكان في مظهر ملك.. الخ.
(٥) في (أ) و (ج): الشارة.
(٦) في (ج): وغيرهما.
(٧) في (ج): ومبلغ.
(٨) الحصين: حصن عظيم، يقع على رأس جبل يطل على مدينة ضوران من الشرق، كان يعرف ب (الدامغ) وهو جبل مشهور من أعمال آنس جنوب صنعاء مسافة (٧٨) كم، به آثار حميرية وازدهر في عهد موحد اليمن المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم الذي بنى فيه جامعه المشهور -