طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

الحسن بن القاسم

صفحة 324 - الجزء 1

  وخصال الكمال، ولا أجد عبارة تفي للتعبير⁣(⁣١) عن حاله فإنه آية من آيات اللّه في كل خصلة، أما الفقه فكان فيه حسن المذاكرة وقد أثنى عليه صنوه المؤيد بذلك وأما النحو فقال وجيه الدين الحيمي: كان سريع الفهم وكان في تلاوة القرآن⁣(⁣٢) بالروايات حظ لأنه قرأ على الشيوخ أيام حبسه في صنعاء فأتقن⁣(⁣٣) وزاده اللّه مادة في التأدية، وكان واسع الأخلاق، وكان [في] مظهر⁣(⁣٤)، ملك عظيم الشأن، واسع الجنود، حسن السيادة⁣(⁣٥)، ما عرف الناس كحواشي أصحابه فضلا عنه، وناهيك بما أدال اللّه بحميد مساعيه، وما استأصل من أعيان الدولة الرومية، كحيدر باشا وقانصوه باشا وغيرهم⁣(⁣٦) مما يطول شرحه ويحتاج مجلدات، وقال القاضي أحمد بن سعد الدين: هو السيد، العلامة، الذي أعز اللّه به الإسلام، وقطع بسعيه وجهاده أثر الظلمة الطغام شرف المسلمين والإسلام.

  قلت: مولده في شهر رمضان سنة ست وتسعين وتسعمائة، وتوفي في شوال سنة ثماني وأربعين بعد الألف فمبلغ⁣(⁣٧) عمره اثنتان وخمسون سنة وشهر وليلتان، وقبره بالحصين⁣(⁣٨) من مدينة ضوران مشهور مزور سلام اللّه عليه وعلى آبائه.


(١) في (ب) و (ج): للتفسير.

(٢) في (ب): وكان إملاءة القراءات بالروايات.

(٣) في (ب): فأبصر.

(٤) في (ب): وكان مظفر ملك عظيم.. الخ وفي (ج): وكان في مظهر ملك.. الخ.

(٥) في (أ) و (ج): الشارة.

(٦) في (ج): وغيرهما.

(٧) في (ج): ومبلغ.

(٨) الحصين: حصن عظيم، يقع على رأس جبل يطل على مدينة ضوران من الشرق، كان يعرف ب (الدامغ) وهو جبل مشهور من أعمال آنس جنوب صنعاء مسافة (٧٨) كم، به آثار حميرية وازدهر في عهد موحد اليمن المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم الذي بنى فيه جامعه المشهور -