طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

الحسن بن محمد الرصاص

صفحة 334 - الجزء 1

  من آيات اللّه، واسع الدراية، قليل النظير.

  قال مولانا الحسين بن القاسم: أظنه أجل أهل اليمن قدرا، وقال المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة لما اطلع على جوابه في الرسالة الطوافة: أما بعد فإن الرسالة الطوافة انتهت إلينا إلى اليمن قاطعة خطامها، حاسرة لثامها حتى قال فلما اتصلت بحسام الدين رأس الموحدين أبي علي الحسن، علامة اليمن رأيت ما يبهر العقول نورا، وكسرت⁣(⁣١) طرفها، وطاشت⁣(⁣٢) الفها وسلمت له القياد وقالت له: أنت خير هاد، وكان حينئذ مشتغل بالتصانيف والأجوبة التي لا يقوم بها سواه، ولا ينهض بها أحد إلا إياه، فدفعها إلي وكنت قد اغترفت من تياره غرفة طالوتية أفرغت علي صبرا ومنحتني على المناضل نصرا، ثم أجابها بأحسن جواب، وأوضح خطاب، ووسم الجواب ب (الجوهرة الشفافة الرادعة للرسالة الطوافة) ومدحه المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة أيضا بأبيات فقال:

  يا من علا في العلوم مرتبة⁣(⁣٣) ... قصر عن نيل مثلها البشر

  أهدى لنا النور وهو مبتعد⁣(⁣٤) ... عنا ولا غرو هكذا القمر

  أغر يستنزل الغمام به ... تظل في كنه علمه الفكر

  بحر فلا الزبيري يقطعه ... كلا ولا الماهرون إن مهروا

  جل الذي يسهر الكهول له ... وهو فتى ما بخده⁣(⁣٥) شعر


(١) في (ب) و (ج): كسر طرفها.

(٢) في (أ): إليها.

(٣) في (ج): رتبة.

(٤) في (ج): مفتقد.

(٥) في (ج): ما لخده سعر.