طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

من اسمه الحسين

صفحة 377 - الجزء 1

  منه)⁣(⁣١) وانتفع بلقائهم، وأخذ زبد علومهم، واعترفوا بفضله فيأسرع وقت، لكنه مع ذلك الإدراك لم تقنع نفسه، بل واظب على العلوم وخاض غمارها حتى قال شيخه لطف اللّه بن محمد الغياث: ما أخاف على أهل اليمن وفيهم الحسين بن الإمام، وكان جبلا من جبال العلم لا يطيش لحادث، ولا يظهر على وجهه عبوس، ولو انبعثت عليه الحوادث دفعة، وله خط كسلاسل الذهب⁣(⁣٢)، كان الوجيه يثني عليه ويقول خط شيرازي، وكان يقرأ في (العضد)⁣(⁣٣) ويختبئ فتأتي إليه عيون العسكر وأهل العناية بالحرب يذكرون قرب الزحف والمصافة وهو ينظر في تلك الدقائق، فإذا كثر تعويلهم نهض حتى يقال ما له معرفة غير الحروب، وكان شجاعا في الغاية، وكان في علم المعقول في محل لا ينتهى إليه، وكذلك سائر العلوم، وأما المنطق وأصول الفقه فهو الغاية وشاهد ذلك كتابه الغاية وشرحها الهداية فقد جمعت غرائب الفن وعجائبه.

  قلت: وصارت مدرس أهل اليمن، و [كان]⁣(⁣٤) له كرامات، وقال الحافظ: هو السيد، العلامة، مفجر ينابيع العلم النميرة، ومفتح أكمام الفوائد النضيرة، وشرف الإسلام والمسلمين، وقال شيخه عبد الواحد بن عبد المنعم النزيلي: طلب منا المولى الأكبر الجليل، ذو المجد العالي الأصيل، والباع الطويل، فرع شجرة النبوة


(١) حديث: رب حامل فقه إلى رب من هو أفقه منه: أخرجه أحمد بن حنبل (٣/ ٢٢٥، ٤/ ٨٠، ٨٢)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٤٩)، وهو في إتحاف السادة المتقين (٨/ ٣٦٣)، والسنة لابن أبي عاصم (١/ ٤٥)، ومسند الشهاب (١٤٢١)، والترغيب والترهيب (١/ ١٠٨، ١٠٩)، وفي مصادر كثيرة أخرى وبألفاظ متقاربة. انظر موسوعة أطراف الحديث النبوي (٥/ ١١٣).

(٢) في ب: كسنابل الذهب.

(٣) في (ج): الحصر.

(٤) سقط من (ب).