زيد بن الحسن بن علي البيهقي
  إمام في العلوم، كثير العبادة، واسع الهمة، تخرج عليه علماء العراق واليمن، وهو كثير الالتباس بتاج الدين زيد بن أحمد بن الحسن البيهقي؛ ولذلك تعرض(١) للفرق بينهما المشايخ ¤، ثم قال: وقال صاحب (النزهة): هو من مشايخ الإمام أحمد بن سليمان؛ فإنه أخذ (عليه)(٢) وهو أحد طرقه، وكان شيخ زيد هذا الفضل بن الحاكم أبي سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي، وكان شيخ الفضل أباه المذكور.
  قلت: وفيه نظر فإن صاحب (النزهة) توهم أنه المحسن بن كرامة وليس هو كذلك وإنما (هو)(٣) الفضل وهب اللّه بن الحاكم أبي(٤) القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الحسكاني، وسمع الفضل من أبيه الحاكم أبي(٥) القاسم.
  وقال السيد أحمد بن محمد الشرفي: زيد بن الحسن، قدم اليمن من خراسان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أظنه بجمادى الأولى منها، وكان الشريف علي بن عيسى السليماني قد قدم كتابا إلى الإمام أحمد بن سليمان يخبره بقدوم الشيخ وبالثناء عليه، وأن مقدمه من خراسان فوصل إلى هجرة (محنكة) ومعه كتب غريبة، وعلوم عجيبة، فسر به الإمام، وتلقاه بالبشرى والإتحاف، وخلى له موضعا في منزله فأقام به مدة، وكان شديد الورع والعبادة وحسن الطهارة، وكان ربما يتوضأ لصلاة الظهر فيصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم يصلي به آخر ليلته إلى أن يطلع الفجر فيصلي به الفجر، وكان يؤيد الإمام ويحض الناس على
(١) في (أ): تعرضت.
(٢) في (ب) و (ج): عنه.
(٣) زيادة في (ب).
(٤) في (ج): بن القاسم.
(٥) في (ج): بن القاسم.