عامر بن محمد الصباحي
  القاضي، العلامة.
  قرأ في مبادئ أمره في ذمار، ولقي الشيوخ منهم المحقق الأصرعي(١)، ثم قرأ على شيخه القاضي عبد القادر بن حمزة البيهقي التهامي، ثم رحل إلى صنعاء فقرأ فيها على [بياض في المخطوطات]، ورحل إلى شيخ الزيدية في الفروع إبراهيم بن محمد بن مسعود الحميري إلى الظهرين، وطلبه القاضي عامر أن يقريه في التذكرة فأجابه فلم يستعد لتدريسه لظنه أنه من عامة الطلبة فلما اجتمعا رأى في القاضي عامر معرفة كاملة، فقال: يا ولدي لست بصاحبك اليوم ثم استعد لها فاستخرج بحثه من جواهر علم القاضي نفائس وذخائر وقصده مرة أخرى لمسألة أشكلت(٢) عليه، ورحل إلى صعدة فقرأ في الحديث وغيره على شيخه الوجيه عبد العزيز بن محمد بن يحيى بهران، ولقي الإمام الحسن بن علي بن داود وسمع عليه الجزء الأول من أحكام البحر الزخار، وكان قد سمع الجزء الثاني على شيخه عبد العزيز، ولما دعا الإمام القاسم بن محمد وهو يومئذ بصنعاء فخرج إليه وصحبه، وقرأ عليه [الإمام](٣) (شفاء الأوام) وتتلمذ له جماعة: كالإمام المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم، ومحمد بن ناصر دغيش، ومحمد بن صلاح السلامي، وأحمد بن يحيى الآنسي، وسلطان اليمن محمد بن الحسن، وعبد القادر بن سعيد الهبل، والقاضي يحيى بن محمد السحولي، وغيرهم.
  قال القاضي: هو العلامة المذاكر، شيخ الأئمة، لسان الفقه وإنسان عينه، كان وحيد وقته، وفريد عصره، إليه النهاية في تحقيق الفروع ينقل عنه الناس ويقررون
(١) في (ج): الأميري.
(٢) في (ب): اشتكلت.
(٣) سقط من (ب).