طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

من اسم والده الحسين

صفحة 827 - الجزء 2

  والسيد محمد بن الحسين بن يحيى الكوكباني، وكان القاضي كثير التواضع والفكر⁣(⁣١)، في أمور الآخرة، قليل الرغبة في مواصلة الأمراء، كثير السعاية في الخير مع الأغنياء والفقراء، يحب الضيف والوافد، ويصل الفقراء بجزيل العوائد، من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، والذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، وكان له ولوع بحي مولانا الإمام المؤيد محمد بن إسماعيل، لموافقته له في الزهد والسيرة المرضية، وله غضب في اللّه لا يرده راد، وتصلب في دين اللّه لا يبالي فيه بالعباد، ومحبة لخمول الذكر وعدم الشهرة والسمعة، مع أنه البدر الذي لا يخفى، والمصباح الذي لا يطفى، ثم تولى القضاء في شوال سنة إحدى عشرة ومائة وألف بصنعاء، عن أمر الخليفة المهدي محمد بن أحمد بن الحسن وكانت أنظاره شفاء للأوام، وفتاواه ذريعة إلى التبصرة للخاص والعام، وأقواله في معترك الخلاف قاطعة للشجار والخصام، وأحكامه في بلاد اللّه المضطربة أصول الأحكام، وأكثر من درس في هذا الفن عليه يرحل في حل ما استبهم وتعريب ما استعجم إليه، وكان في فن التفسير المشار إليه بأبي السعود، والمشهور في برج سماء تحقيقه بالطالع المسعود، كان في علم الفرائض مما أنتظم به الوسيط في عقد الصلاح، وانفتحت له معاني الهندسيات من النور الفائض بمفتاح، وكان في هذا الفن فيصل القضايا، وممن يضرب إليه فيه أكباد المطايا، وأما النحو فابرز خفايا نجم الدين التي خمدت عندها الأذهان، وميز قلم نقده بين التهوج والعقبان، فظهر ذلك في تضاعيف القراطيس، ويبرز بوجه أبلج في حلقات التدريس، ونسخته الآن من شرح نجم الدين مرجع في حل المبهمات، وكشف المشكلات، عليها من الصحة أثر، ومن الأنصار الثاقبة الشافية ما يذهل عنده اللب ويتحير انتهى.


(١) في (ج): والفكرة.