طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

القاسم بن محمد بن القاسم

صفحة 871 - الجزء 2

  والمسالمة كما أشار إليه شيخنا في تتمة البسامة:

  ولم تطل إمرة المهدي إذ ... رأته معوان خطب كهف مفتقر

  كما جفت قاسما بالفضل إذ قرعت ... له العصا بكف الصارم الذكر

  وحين لبى أخاه قرّ خاطره ... واستنفر الجيش نحو الشام من أقر

  كلاهما حامل للأمر محتمل ... ثقل المكاره برا بالأنام بري

  ذا رب فضل وعرفان وملحمة ... وذاك رئبال جيش ثابت الغدر

  ثم لم يزل قائما بالأمر بالمعروف ناهيا عن المنكر، ملازما للتدريس حتى توفي الإمام المهدي أحمد بن الحسن رضوان اللّه عليه، وقام الإمام المؤيد باللّه فاتفقا بخمر، وسالمه، وقلده هذا الأمر الخطير، وأقام بشهارة حتى دعا الخليفة المهدي محمد بن المهدي، فشايع وناصر وتحمل المشاق، حتى كان [إلى شهر صفر]⁣(⁣١) سنة اثنتين ومائة وألف سنة حمل⁣(⁣٢) # إلى قصر صنعاء، فأقام محبوسا إلى سنة خمس عشرة ومائة وألف سنة، ثم أذن له الخليفة في بقاء صنعاء، فنقل بعض أهله وأولاده، ولم يزل بها مكبا على درس القرآن العظيم، والمطالعة لكتب سلفه الأخيار، مواظبا على طاعات الحي القيوم، مشتغلا بخويصة نفسه، حامدا للّه سبحانه على سقوط التكليف حتى توفاه اللّه سبحانه أذان⁣(⁣٣) الظهر يوم الأحد سابع أو ثامن شهر جماد الآخر سنة سبع وعشرين ومائة وألف، وصلي عليه في الجامع، وقبر جوار صنوه جمال الدين علي بن المؤيد في القبة المعروفة بالوشلي رحمة اللّه عليه وسلامه.


(١) سقط من (ب) و (ج).

(٢) في (ب): وحمل.

(٣) في (ب) و (ج): أوان.