من اسمه محمد
  ما يليق بالمختصر هذا.
  هو السيد الحافظ، خاتمة المحققين، المحيط بالعلوم من خلفها وأمامها، والحري بأن يدعا بإمامها وابن إمامها. كان سباق غايات، وصاحب آيات وعنايات، بلغ من العلوم الأقاصي واقتادها بالنواصي، له في علوم الاجتهاد المحل الأعلى، والقدح المعلى، وبلغ مبلغ الأوائل، بل زاد، [وألف](١) وصنف وأفاد أكثر مما استفاد، وجمع وقيد، وبنى وشيد، وكان اجتهاده اجتهادا كاملا مطلقا، وكان متبحرا في علم الرواية ومعرفة الرجال، وأحوالهم في النقد والاعتدال وغير ذلك. وكان أذكى الناس قلبا، وأزكاهم لبا، كان فؤاده جذوة نار تتوقد، وهو الخبير الخريت الماهر في كل مقصد، وكان عالم اليمن والشام أيضا، وقال له ابن ظهير: لو قلدت الإمام الشافعي فقال: يا سبحان اللّه لو كان يجوز لي التقليد لم أعدل عن تقليد جدي الإمام القاسم والهادي فهما بالتقليد أولى.
  وقال العطاب في ترجمة له: قلد وما قلد، وألفي جيد الزمان عاطلا فطوقه بالمحاسن وقلد ثم وقف عند الإمام علي(٢) بن المؤيد في فللة أياما، ثم رحل إلى ثلاء إلى عند الإمام المهدي أحمد بن يحيى ووقف عنده مدة يسائله ويراجعه ويباحثه، وكان بينهما مودة أكيدة، ووقع بين السيد محمد وشيخه علي بن محمد بن أبي القاسم منازعة في مسائل، وكذلك وقع بينه وبين الإمام المهدي فلما دنى الانتقال وتحول الحال اعتذر كل من صاحبه وقبل أعذاره(٣)، وكان الساعي بينه وبين الإمام الفقيه محمد بن إسماعيل الكناني، وزالت الوحشة الحادثة(٤) والحمد للّه على كل
(١) سقط من (ج).
(٢) سقطت من (ج)، وقال في النسخة: ثم وقف عند الإمام المؤيد.
(٣) في (ج): اعتذاره.
(٤) في (ج): الجارية.