[خبر السفينة]
  أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الحج: ٧ ٨].
  ووجه الدلالة من الآية: أن هذه الآية خطاب لأولاد إبراهيم #، وأولاد النبي # هم أولاد إبراهيم، وإذا كانت خطاباً لهم فقد جعلهم الله تعالى شهداء على الناس، وشهداء الله تعالى لا يكونون إلا عدولاً، وهذا كما استدل أبو علي على إجماع الأمة بقوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}[البقرة: ١٤ ٣].
  فإن قال: يلزمكم أن يدخل تحت هذه الآية جميع أولاد إبراهيم، وقريش كلهم من أولاد إبراهيم، وأنتم لا تعتبرونه في الإجماع.
  فجوابنا: أنه إذا ثبت بما بينا أن إجماع أولاد إبراهيم حجة، فلا خلاف أنه لا يعتد في ذلك إلا بأولاد النبي صلى الله عليه وآله، وقد روي هذا الإستدلال عن الحسن بن علي @ أنه صعد المنبر خاطباً بعد وفاة أمير المؤمنين فقال: (الحمد لله وهو للحمد أهل، الذي من علينا بالإسلام، وجعل فينا النبوة والكتاب، واصطفانا على خلقه، فجعلنا شهداء على الناس وجعل الرسول علينا شهيداً).
  يؤكد ذلك ويوضحه: قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الزخرف: ٢ ٨]، فعقب إبراهيم # الذين جعل الله ø أمة مسلمة وجعلهم كلمة باقية فيه هو محمد صلى الله عليه وآله، ولا عقب لمحمد ولأبويه غير الحسن والحسين وذريتهما.
  وفي ذلك: ما رويناه عن زيد بن علي # - وكان بالقرآن عالماً - قال: قال الله تعالى {وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} قال: نحن العقب، وفينا الكلمة، ولو ضلت الأمة بأسرها لم يوجد الحق إلا معنا وفينا.