الكلام في إمامة الحسن والحسين بعد أمير المؤمنين À أجمعين على الترتيب
الكلام في إمامة الحسن والحسين بعد أمير المؤمنين À أجمعين على الترتيب
  إن قال قائل: ما الذي يدل على إمامتهما @؟.
  قيل له: أدلة كثيرة:
  منها: أنه قد ثبت بما قدمناه من الأدلة على إمامة أمير المؤمنين # بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكل من قال بإمامة علي # في تلك الحال فإنه يذهب إلى إمامتهما @ بعد أمير المؤمنين # على الترتيب، فإنكار إمامتهما @ بعد أمير المؤمنين # مع ثبوت القول بإمامة أمير المؤمنين # بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ساقط بالإجماع.
  دليل آخر: وهو أن أصول الإمامة كلها في النسب الذي تثبت به الإمامة يقتضي الإطباق على القول بإمامتهما @، لأن السبب في ذلك:
  إما أن يكون النص، أو الدعوة، أو العقد، أو ما يجري مجراه من حصول الرضاء من أهل الحل والعقد، - على ما يذهب إليه أصحابنا المعتزلة -:
  وأصحاب النص: لا يختلفون في إمامتهما، وإن دلت الدلالة على فساد اعتبار النص على الوجه الذي يذهب إليه الإمامية.
  والدعوة: قد حصلت منهما، وصحت متابعة أهل الحل والعقد لهما، وظهرت الحال في رضاهم بهما، فبان بهذه الجملة التي ذكرناها وجوب إطباق الجميع على القول بإمامتهما عليهما صلوات الله.
  فإن قال قائل: فلم قلتم إن أهل الحل والعقد كانوا قد رضوا بهما؟.
  قيل له: لأن الناس كانوا صنفين بعد أمير المؤمنين # أحدهما أصحابه والآخر أصحاب معاوية، ولا شك أن معاوية وأصحابه ليسوا من أهل الحل والعقد لظهور الحال في فسقهم ومخالفتهم، فوجب أن يكون الصنف الآخر هم أهل الحل والعقد، وقد حصلت منهم البيعة للحسن والحسين @ والرضا بهما.