[الجواب عن شبهة كون خبر الغدير بسبب زيد بن حارثة]
  قيل له: قد مر الجواب عن هذا، وهو أنا قد بينا أنَّا نحمل الخبر على كل وجه يحتمله، إذ لا يمنع منه مانع، فحمله على هذا لا يمنع عما ذكرنا.
[الجواب عن شبهة كون خبر الغدير بسبب زيد بن حارثة]
  فإن قال: ما أنكرتم أن يكون رسول الله ÷ قال ذلك عند سبب مخصوص وهي المُلاحَاةُ التي جرت بين أمير المؤمنين # وبين زيد بن حارثة، فقال زيد: لستُ مولاك، وإنما أنا مولى رسول الله ÷، فقال رسول الله ÷ عند ذلك هذا القول ليدل على أنه مولاه أيضاً؟.
  قيل له: قد أجاب عن هذا السلف رحمهم الله تعالى بأجوبة: -
  منها: أن موت زيد بن حارثة متقدم لتاريخ هذا الخبر، لأنه قتل بمؤتة وهذا الخبر يقال أن رسول الله ÷ قاله عند مُنْصَرَفِهِ من حَجَّةِ الوداع، وغزوة مؤتة قبل حجة الوداع بمدة طويلة.
  ومنها: أن زيد بن حارثة لم يكن يخفى عليه أن مولى الرجل هو مولى ابن عمه، فحمل الخبر على هذا الوجه هو حمل له على ما لا يفيد.
  ومنها: أنه لو لم يفد إلا هذا القدر لم يصح أن يذكره أمير المؤمنين في فضائله #، وبيان تفضيله وإمامته، ولكان لا معنى لقول عمر (لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة).
  والذي نختاره في الجواب عن ذلك: هو ما تقدم ذكره، مع أن حمل الخبر على هذا الوجه أيضاً لا يمنع مما نذهب إليه ولا يقدح فيه، وقد بينا فيما تقدم ذكره أن ورود الخبر على سبب لا يوجب قصره عليه، وهذا هو الجواب عن قول من يذهب إلى أنه لم يذكر في شأن زيد بن حارثة وإنما ذكر في شأن أسامة بن زيد انفصالاً من فساد ذلك القول ببيان تاريخ الخبر.