الدعامة في الإمامة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[الكلام على خبر «أصحابي كالنجوم»]

صفحة 171 - الجزء 1

[الكلام على خبر «أصحابي كالنجوم»]

  فإن قال: إن كان ما ذكرتموه يوجب أن يكون إجماع أهل البيت حجة [وجب] أن يكون قول كل واحد من الصحابة حجة، لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»؟.

  فجوابنا: أنه لا يصح لكم التعلق بظاهر هذا الخبر، ذلك لأنه لا خلاف أن كل واحد من الصحابة لا يجوز الإقتداء به على وجه، ألا ترى أن من ليس بعالم منهم لا يجوز الإقتداء به، فلا بد من أن يكون المراد به بعض الصحابة دون بعض، وكذلك نقول لأن في الصحابة حجة، وإنما يحملون هذا الخبر على أن المراد به بيان أن العامي يجوز له الرجوع إلى علمائهم ومن يكون من أهل الإجتهاد منهم، ونحن لا نخالفهم في هذا المعنى.

[الكلام على خبر «اقتدوا باللذين من بعدي»]

  فإن قال: إن كان ما ذكرتموه دليلاً على أن إجماع أهل البيت حجة لوجب أن يكون قول أبي بكر وعمر حجة أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وآله قال «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر»؟.

  فجوابنا عن ذلك من وجوه:

  منها: أنه خبر واحد لا دليل على صحته.

  ومنها: أنه مطعون عليه، لأنه [من] راوية عبدالملك بن عمير، وذكر السيد أبو طالب ¥ أنه كان من أعوان بني أمية، وذلك يوجب كونه متهماً من وجهين:

  سأحدهما: أنه يقتضي كونه متهماً بالتقرب إلى بني أمية.

  والثاني: أن التصرف من قبلهم يوجب الفسق لا محالة، والفاسق لا يجوز قبول خبره.

  وذكر الناصر # أن عبدالملك بن عمير هذا كان شرطياً على رأس الحجاج بن يوسف وكان عاملاً لبني أمية، وكان قاضياً لابن هبيرة ولبني مروان، ومر بأصحاب علي # وهم جرحى فجعل يجيز عليهم ويقتلهم، فعوتب على ذلك فقال: إنما أردت أن أريحهم.