فصل: في بيان الأوصاف التي يجب اجتماعها في الإمام والصفات التي يجب كونه عليها
دليل آخر: [إجماع أهل البيت]
  وهو أنه قد ثبت بإجماع أهل البيت $ أن الإمامة لا تصلح في غير ولد أمير المؤمنين #، والقائلون بهذا القول فرقتان:
  فرقة تذهب إلى النص الجلي على أعيان الأئمة $.
  وفرقة تذهب إلى النص على هذا الخد، ودل الدليل على بطلان قول أصحاب النص، وقد اتفق من لا يذهب إلى هذا النص على أن الإمامة مقصورة على ولد الحسن والحسين @ وأنها لا تصلح في غيرهم، فيجب أن يكون منصب الإمامة هذا البطن المخصوص على ما ذهبنا إليه.
  فإن قال قائل: أليس بعض الناس ذهب إلى أن الإمامة تصلح في جميع أولاد أمير المؤمنين # مع تركه النص فلم ادعيتم بطلان من لا يقول منهم بالنص على ما ذهبتم إليه؟.
  قيل له: الذي نصر هذا القول لا يعتد بخلافه، لأنه أحدث هذا القول بعد سبق الإجماع والإطباق على ما ذكرناه، فهو من الشواذ التي يجب أن يحكم بسقوطها، على أن القائل بهذا القول لا نعلم من حاله أنه قد بلغ في العلم المبلغ الذي يعتد بخلافه، ولو خالف في المواضع التي يسوغ ذلك منه، فكيف إذا خالف بعد الإطباق.
فصل: في بيان الأوصاف التي يجب اجتماعها في الإمام والصفات التي يجب كونه عليها
  اعلم أن من كان من هذا المنصب المخصوص الذي ذكرناه فلا بد من كونه على صفات مخصوصة حتى يستحق الإمامة عند الدعوة.
  وهي أن يكون ذكراً، بالغاً، عاقلاً، مسلماً، عالماً بالأمور التي يحتاج فيها إلى الإمام، وأن يكون عدلاً شجاعاً، ضابطاً غير جوار ولا خدوع، سخياً ببذل الأموال في مواضعها، وأن يكون أفضل الناس أو كأفضلهم، وأن يكون سليماً من الأفات التي تُقْعِدُ عن النهوض بالأمر كالعمى وضرب من الزمانة.
  وإنما قلنا إنه يجب أن يكون ذكراً بالغاً عاقلاً: لحصول الإجماع على ذلك، ألا ترى أن المسلمين لا يختلفون في الأطفال أنهم لا يصلحون للولاية ولا المجانين وأن سبيلهم أن يولى عليهم، وكذلك لا